إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنَّكَ تَرَى ٱلۡأَرۡضَ خَٰشِعَةٗ فَإِذَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهَا ٱلۡمَآءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡۚ إِنَّ ٱلَّذِيٓ أَحۡيَاهَا لَمُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰٓۚ إِنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (39)

{ وَمِنْ آياته أَنَّكَ تَرَى الأرض خاشعة } يابسةً متطامنةً مستعارٌ من الخشوع بمعنى التذللِ { فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الماء } أي المطرَ { اهتزت وَرَبَتْ } أي تحركتْ بالنبات وانتفختْ ، لأنَّ النبتَ إِذَا دَنا أنْ يظهرَ ارتفعتْ له الأرضُ وانتفختْ ثم تصدعتْ عن النباتِ ، وقيلَ : تزخرفتْ بالنباتِ . وقُرئ رَبَأَتْ أي ارتفعتْ { إِنَّ الذي أحياها } بما ذُكِرَ بعدَ موتِها { لَمُحْييِ الموتى } بالبعث { أَنَّهُ على كُلّ شَيْء } من الأشياءِ التي منْ جُملتها الإحياءُ { قَدِيرٌ } مبالغٌ في القُدرة .