أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمۡ كُفَّارٞ فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡ أَحَدِهِم مِّلۡءُ ٱلۡأَرۡضِ ذَهَبٗا وَلَوِ ٱفۡتَدَىٰ بِهِۦٓۗ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ وَمَا لَهُم مِّن نَّـٰصِرِينَ} (91)

{ إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا } لما كان الموت على الكفر سببا لامتناع قبول الفدية أدخل الفاء ها هنا للإشعار به ، وملء الشيء ما يملؤه . و{ ذهبا } نصب على التمييز . وقرئ بالرفع على البدل من { ملء } أو الخبر لمحذوف . { ولو افتدى به } محمول على المعنى كأنه قيل : فلن يقبل من أحدهم فدية ولو افتدى بملء الأرض ذهبا ، أو معطوف على مضمر تقديره فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا لو تقرب به في الدنيا ولو افتدى به من العذاب في الآخرة ، أو المراد ولو افتدى بمثله كقوله تعالى : { إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله } والمثل يحذف ويراد كثيرا لأن المثلين في حكم شيء واحد { أولئك لهم عذاب أليم } مبالغة في التحذير وإقناط لأن من لا يقبل منه الفداء ربما يعفى عنه تكرما { وما لهم من ناصرين } في دفع العذاب ومن مزيدة للاستغراق .