جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمۡ كُفَّارٞ فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡ أَحَدِهِم مِّلۡءُ ٱلۡأَرۡضِ ذَهَبٗا وَلَوِ ٱفۡتَدَىٰ بِهِۦٓۗ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ وَمَا لَهُم مِّن نَّـٰصِرِينَ} (91)

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن قوما أسلموا ثم ارتدوا ، ثم أسلموا ثم ارتدوا فأرسلوا إلى قومهم يسألون فنزلت :

{ إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يُقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا } : نصب على التمييز ، { ولو افتدى به } أي : لا يقبل منهم ذلك بوجه من الوجوه من التصدق وغيره ولو كان بوجه الافتداء{[756]} ، وقيل : الواو مقحمة ، { أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين } في رفع العذاب ، وفي الحديث ( يقال للرجل يوم القيامة : أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتديا به ؟ يقول : نعم ، فيقال له : قد أردت منك شيئا أهون من ذلك وأقل فأبيت ، فيرد على النار ){[757]} .


[756]:الذي ليس فيه منة نحو: (أعطوا السائل ولو جاء على فرس) و(ردوا السائل ولو بظلف محرق) [الحديث الأول ضعيف، كما في ضعيف الجامع (1043)، والضعيفة (1378)، والثاني صحيح، كما في صحيح الجامع (3502)] كأن هذه الأشياء مما كان لا ينبغي أن يؤتى به، لأن السائل إذا كان على فرس مشعر غناه فلا يناسب أن يعطى فقوله: (لو) على سبيل الفرض لأنه لا يمكنه أن يأتي بملء الأرض ذهبا وهذا أحسن التوجيهات، بل هو المتحتم/12 وجيز.
[757]:أخرجه البخاري في (الأنبياء) (3334)، وفي غير موضع من صحيحه، ومسلم في (صفة القيامة والجنة والنار) (5/671) ط الشعب.