فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمۡ كُفَّارٞ فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡ أَحَدِهِم مِّلۡءُ ٱلۡأَرۡضِ ذَهَبٗا وَلَوِ ٱفۡتَدَىٰ بِهِۦٓۗ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ وَمَا لَهُم مِّن نَّـٰصِرِينَ} (91)

{ إِن الذين كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ } قوله : { ملْء الأرض ذَهَبًا } الملء بالكسر مقداراً ما يملأ الشيء ، والملء بالفتح : مصدر ملأت الشيء ، و { ذهبا } تمييز ، قاله الفراء وغيره . وقال الكسائي : نصب على إضمار من ذهب . كقوله : { أَو عَدْلُ ذلك صِيَاماً } [ المائدة : 95 ] أي : من صيام . وقرأ الأعمش : «ذهب » بالرفع على أنه بدل من ملء ، والواو في قوله : { وَلَوِ افتدى بِهِ } قيل : هي مقحمة زائدة ، والمعنى : لو افتدى به . وقيل : فيه حمل على الغنى كأنه قيل : فلن يقبل من أحدهم فدية ، ولو افتدى بملء الأرض ذهباً . وقيل : هو عطف على مقدر ، أي : لن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً لو تصدق به في الدنيا ، ولو افتدى به من العذاب أي : بمثله .

/خ91