{ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النعيم } في موقف السؤال والعرض .
قال الحسن : لا يسأل عن النعيم إلا أهل النار ؛ لأن أبا بكر - رضي الله عنه - «لما نزلت هذه الآية ، قال : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرأيت أكلة أكلتها معك في بيت أبي الهيثم بن التيهان من خبز شعيرٍ ، ولحم ، وبسر ، وماء عذب ، أتخاف علينا أن يكون هذا من النعيم الذي يسأل عنه ؟ قال - عليه الصلاة والسلام - «إنما ذلِكَ للكُفَّار »ِ ثم قرأ : { وَهَلْ نجازي إِلاَّ الكفور }{[60795]} [ سبأ : 17 ] ؛ ولأن ظاهر الآية يدل على ذلك ؛ لأن الكفار ألهاهم التكاثر بالدنيا ، والتفاخر بلذاتها عن طاعة الله ، والاشتغال بذكر الله تعالى ، يسألهم عنها يوم القيامة ، حتى يظهر لهم أن الذي ظنوه لسعادتهم كان من أعظم الأسباب لشقاوتهم .
وقيل : السؤال عام في حق المؤمن والكافر ، لقوله صلى الله عليه وسلم : «أوَّلُ ما يُسْألُ العَبْدُ يَوْمَ القِيامَةِ عن النَّعِيمِ ، فيقالُ لَهُ : ألَمْ نُصْحِحْ جِسْمكَ ؟ ألَمْ نَروِكَ مِنْ المَاءِ البَارد » ؟ . ِ
قال ابن الخطيب{[60796]} : والأولى على جميع النعيم ؛ لأن الألف واللام تفيد الاستغراق ، وليس صرف اللفظ إلى بعض أولى من غيرها إلى الباقي ، فيسأل عنها ، هل شكرها أم كفرها ؟ وإذا قيل : هذا السؤال للكفار . فقيل : السؤال في موقف الحساب . وقيل : بعد دخول النار . يقال لهم : إنَّما حل بكم هذا العذاب لاشتغالكم في الدنيا بالنعيم عن العمل الذي ينجيكم ، ولو صرفتم عمركم إلى طاعة ربكم لكنتم اليوم من أهل النجاة . والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.