قوله تعالى { ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا }
قال الشيخ الشنقيطي : المراد بالعمى في هذه الآية الكريمة عمى القلب لا عمى العين ويدل لهذا قوله تعالى { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور } لأن عمى العين مع أبصار القلب لا يضر بخلاف العكس فإن أعمى العين يتذكر فتنفعه الذكرى ببصيرة قلبه قال تعالى { عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى } .
أخرج الطبري بسنده الحسن من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله { ومن كان في هذه أعمى } يقول من عمي من قدرة الله في الدنيا فهو في الآخرة أعمى .
أخرج آدم بن أبي إياس والطبري بالسند الصحيح عن مجاهد { في هذه أعمى } قال : الدنيا .
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله تعالى : { ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى } قال : في الدنيا أعمى عما أراه الله من آياته من خلق السموات والأرض والجبال والنجوم { فهو في الآخرة } الغائبة التي لم يرها { أعمى وأضل سبيلا } .
أخرج عبد الرزاق والطبري من طريق ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى { فهو في الآخرة أعمى } قال : أعمى عن حجته في الآخرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.