التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يَوۡمَ نَدۡعُواْ كُلَّ أُنَاسِۭ بِإِمَٰمِهِمۡۖ فَمَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ فَأُوْلَـٰٓئِكَ يَقۡرَءُونَ كِتَٰبَهُمۡ وَلَا يُظۡلَمُونَ فَتِيلٗا} (71)

قوله تعالى { يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا }

أخرج الطبري بنده الصحيح عن مجاهد { بإمامهم } ، قال : نبيهم .

أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة بلفظ : أنبيائهم .

قال الشيخ الشنقيطي : ويدل لهذا القول قوله تعالى { ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط وهم لا يظمون } وقوله { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } وقوله { ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء } الآية ، وقوله { وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء } الآية .

أخرج آدم بن أبي إياس والطبري بالسند الصحيح عن مجاهد { يوم ندعوا كل أناس بإمامهم } بكتابهم .

وأخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن معمر عن الحسن بلفظ : بكتابهم الذي فيه أعمالهم .

قال الشيخ الشنقيطي : ويدل لهذا قوله تعالى { وكل شيء أحصيناه في إمام مبين } وقوله { وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون } وقوله { ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه } الآية ، وقوله { وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا } أ . ه .

قال ابن كثير : وهذا القول هو الأرجح لقوله تعالى { وكل شيء أحصيناه في إمام مبين } سورة يس آية : 12 ، وقال تعالى { ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا } سورة الكهف : 49 ، وقال تعالى { وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون } سورة الجاثية آية : 28-29 ، وهذا لا ينافي أن يجاء بالنبي إذا حكم الله بين أمته فإنه لا بد أن يكون شاهدا عليها بأعمالها كما قال { وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء } سورة الزمر آية69 ، وقال { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا على هؤلاء شهيدا } سورة النساء آية : 41 ، ولكن المراد هاهنا بالإمام هو كتاب الأعمال ولهذا قال تعالى { يوم ندعو كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم } أي من فرحته وسروره بما فيه من العمل الصالح يقرؤه ويجب قراءته كما قال تعالى { فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقروا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه } إلى أن قال { وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ولم أدري ما حسابيه } سورة الحاقة الآيات 19-20 .

قال الشيخ الشنقيطي : وذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن الذين يؤتون كتابهم بأيمانهم يقرءونه ولا يظلمون فتيلا ، قد أوضح هذا في مواضع أخر كقوله { فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه } إلى قوله { وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه } .

وأخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة { ولا يظلمون فتيلا } قال الذي في خلق النواة .