التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرۡسِلَ بِٱلۡأٓيَٰتِ إِلَّآ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلۡأَوَّلُونَۚ وَءَاتَيۡنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبۡصِرَةٗ فَظَلَمُواْ بِهَاۚ وَمَا نُرۡسِلُ بِٱلۡأٓيَٰتِ إِلَّا تَخۡوِيفٗا} (59)

قوله تعالى { وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتيا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا }

قال الإمام أحمد : ثنا عثمان بن محمد ، ثنا جرير عن الأعمش ، عن جعفر ابن إياس ، عن سعيد ابن جبير ، هن ابن عباس قال : سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهبا وأن ينحي الجبال عنهم فيزدرعوا ، فقيل له إن شئت : تستأني بهم وإن شئت أن نؤتيهم الذي سألوا فإن كفروا أهلكوا كما أهلكت من كان قبلهم من الأمم قال : لا بل استأن بهم وأنزل الله : { وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة } .

( المسند1/258 ) وأخرجه النسائي والحاكم والبيهقي من طريق إسحاق بن راهويه به ، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ، وأحمد شاكر في تعليقه على المسند ، انظر( تفسير النسائي رقم310 ) و( المستدرك2/362 ) و( دلائل النبوة2/271 ) و( مسند أحمد رقم2333 )وصححه محققو مسند أحمد بإشراف أ . د عبد الله التركي( ح2333 ) .

قال الشيخ الشنقيطي : بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أنه آتى ثمود الناقة في حال كونها آية مبصرة أي بينة تجعلهم يبصرون الحق واضحا لا لبس فيه ، فظلموا بها ، ولم يبين ظلمهم بها هاهنا ولكنه أوضحه في مواضع أخر كقوله { فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم } الآية ، وقوله { فكذبوه فعقروها } الآية ، وقوله { فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر } .

وأخرج آدم بن أبي إياس والطبري بالسند الصحيح عن مجاهد في قول الله عز وجل ذكر { الناقة مبصرة } قال . آية .

وأخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله { وما نرسل بالآيات إلا تخويفا } وإن الله يخوف الناس بما شاء من آية لعلهم يعتبرون أو يذكرون أو يرجعون ، ذكر لنا أن الكوفة رجفت على عهد ابن مسعود فقال : يا أيها الناس إن ربكم يستعتبكم فاعتبوه .

وذكر ابن كثير قول قتادة ثم قال : وهكذا روي أن المدينة زلزلت على عهد عمر ابن الخطاب مرات ، فقال عمر : أحدثتم والله لأن عادت لأفعلن ولأفعلن وكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه أ . ه . ثم ذكر الحديث وهذا لفظ البخاري عن عائشة مرفوعا : أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا ثم قال : يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته ، يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا .

أخرجه الشيخان ( صحيح البخاري-الكسوف ، ب الصدقة في الكسوف رقم1044 ) ، ( وصحيح مسلم-الكسوف ، ب صلاة الكسوف رقم901 ) .