قوله تعالى { وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتيا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا }
قال الإمام أحمد : ثنا عثمان بن محمد ، ثنا جرير عن الأعمش ، عن جعفر ابن إياس ، عن سعيد ابن جبير ، هن ابن عباس قال : سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهبا وأن ينحي الجبال عنهم فيزدرعوا ، فقيل له إن شئت : تستأني بهم وإن شئت أن نؤتيهم الذي سألوا فإن كفروا أهلكوا كما أهلكت من كان قبلهم من الأمم قال : لا بل استأن بهم وأنزل الله : { وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة } .
( المسند1/258 ) وأخرجه النسائي والحاكم والبيهقي من طريق إسحاق بن راهويه به ، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ، وأحمد شاكر في تعليقه على المسند ، انظر( تفسير النسائي رقم310 ) و( المستدرك2/362 ) و( دلائل النبوة2/271 ) و( مسند أحمد رقم2333 )وصححه محققو مسند أحمد بإشراف أ . د عبد الله التركي( ح2333 ) .
قال الشيخ الشنقيطي : بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أنه آتى ثمود الناقة في حال كونها آية مبصرة أي بينة تجعلهم يبصرون الحق واضحا لا لبس فيه ، فظلموا بها ، ولم يبين ظلمهم بها هاهنا ولكنه أوضحه في مواضع أخر كقوله { فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم } الآية ، وقوله { فكذبوه فعقروها } الآية ، وقوله { فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر } .
وأخرج آدم بن أبي إياس والطبري بالسند الصحيح عن مجاهد في قول الله عز وجل ذكر { الناقة مبصرة } قال . آية .
وأخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله { وما نرسل بالآيات إلا تخويفا } وإن الله يخوف الناس بما شاء من آية لعلهم يعتبرون أو يذكرون أو يرجعون ، ذكر لنا أن الكوفة رجفت على عهد ابن مسعود فقال : يا أيها الناس إن ربكم يستعتبكم فاعتبوه .
وذكر ابن كثير قول قتادة ثم قال : وهكذا روي أن المدينة زلزلت على عهد عمر ابن الخطاب مرات ، فقال عمر : أحدثتم والله لأن عادت لأفعلن ولأفعلن وكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه أ . ه . ثم ذكر الحديث وهذا لفظ البخاري عن عائشة مرفوعا : أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا ثم قال : يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته ، يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا .
أخرجه الشيخان ( صحيح البخاري-الكسوف ، ب الصدقة في الكسوف رقم1044 ) ، ( وصحيح مسلم-الكسوف ، ب صلاة الكسوف رقم901 ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.