التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تَذۡبَحُواْ بَقَرَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوٗاۖ قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ} (67)

قوله تعالى{ وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي }

قال ابن أبي حاتم حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ثنا يزيد بن هارون أبنا هشام ابن حسان عن محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني قال : كان رجل في بني

إسرائيل عقيم لا يولد له ، وكان له مال كثير ، وكان ابن أخيه وارثه فقتله ، ثم احتمله ليلا فوضعه على باب رجل منهم ، ثم أصبح يدعيه عليهم حتى تسلحوا ، وركب بعضهم إلى بعض فقال ذو الرأي والنهي على ما يقتل بعضكم بعضا وهذا رسول الله صلى الله عليكم وسلم ؟ فأتوا موسى فذكروا له : فقال{ إن الله يأمركم ان تذبحوا بقرة فقالوا : أتتخذنا هزوا ؟ قال أعوذ بالله ان أكون من الجاهلين } .

قال : فلو لم يعترضوا البقرة ، لأجزت عنهم أدنى بقرة ولكنهم شددوا فشدد عليهم حتى انتهوا إلى البقرة التي أمروا بذبحها فوجدوها عند رجل ليس له بقرة غيرها . فقال : والله لا أنقصها من ملء جلدها ذهبا . فأخذوها بملء جلدها ذهبا فذبحوها فضربوه ببعضها فقال فقالوا من قتلك ؟ فقال هذا . لابن أخيه . ثم مال ميتا فلم يعط من ماله شئ ولم يورث قاتل بعد .

( وأخرجه عبد بن عبد حميد في تفسيره عن يزيد بن هارون به . وأخرجه آدم بن أبي إياس في تفسيره عن أبي جعفر الرازي عن هشام بن حسان به( انظر تفسير ابن كثير1/194 ) ، وأخرجه عبد الرزاق ( التفسير ص38 ) ، والطبري )من طريق أيوب عن محمد بن سيرين عن عبيدة بنحوه . والإسناد صحيح إلى عبيدة وقد صححه الحافظ ابن حجر عند ذكر قصة البقرة( فتح الباري6/440 ) ، وما رواه من الإسرائيليات إلا ان لبعضه شاهد من القرآن الكريم في قوله تعالى{ وإذ قتلتم نفسا فادارءتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون . فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون }البقرة72-73 .