التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{حَتَّىٰٓ إِذَا فُتِحَتۡ يَأۡجُوجُ وَمَأۡجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٖ يَنسِلُونَ} (96)

قوله تعالى { حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون }

قال البخاري : حدثنا أحمد : حدثنا أبي ، حدثنا إبراهيم ، عن الحجاج بن حجاج ، عن قتادة ، عن عبد الله بن أبي عتبة ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ليُحجّن البيتُ وليُعتمرنَّ بعد خروج يأجوج ومأجوج " تابعه أبان وعمران عن قتادة . وقال عبد الرحمن عن شعبة قال : " لا تقوم الساعة حتى لا يُحجّ البيتُ " والأول أكثر . سمع قتادة عبد الله وعبدُ الله أبا سعيد .

( الصحيح3/531ح1593 ) - ك الحج - ب قول الله تعالى { جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس . . . } ) .

قال ابن ماجة : حدثنا أبو كريب . ثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد ، عن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : تُفتح يأجوج ومأجوج . فيخرجون كما قال الله تعالى { وهم من كل حدب ينسلون } . فيعمون الأرض . وينحاز منهم المسلمون حتى تصير بقية المسلمين في مدائنهم وحصونهم ، ويضمّون إليهم مواشيهم ، حتى إنهم ليمرون بالنهر فيشربونه ، حتى ما يذرون فيه شيئا . فيمر آخرهم على أثرهم . فيقول قائلهم : لقد كان بهذا المكان ، مرة ، ماء . ويظهرون على الأرض . فيقول قائلهم : هؤلاء أهل الأرض ، قد فرغنا منهم . ولننازلنّ أهل السماء . حتى إن أحدهم ليهزّ حربته إلى السماء فترجع مخضّبة بالدم .

فيقولون : قد قتلنا أهل السماء ، فبينما هم كذلك . إذ بعث الله دواب كنغف الجراد . فتأخذ بأعناقهم فيموتون موت الجراد . يركب بعضهم بعضا . فيُصبح المسلمون لا يسمعون لهم حِسا . فيقولون : من رجل يشري نفسه ، وينظر ما فعلوا ؟ فينزل منهم رجل قد وطّن نفسه على أن يقتلوه ، فيجدهم موتى . فيناديهم : ألا أبشروا . فقد هلك عدوكم فيخرج الناس ويخلون سبيل مواشيهم . فما يكون لهم رعي إلا لحومهم . فتشكَر عليها ، كأحسن ما شكرت من نبات أصابته قط " .

( السنن-الفتن ، باب فتنة الدجال وخروج عيسى ابن مريم وخروج يأجوج ومأجوج-2/1363ح4079 ) ، وأخرجه أحمد من طريق محمد بن إسحاق به ، نحوه ( المسند3/77 ) . وقال البوصيري : هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات ، رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي سعيد أيضا ، ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده ثنا عقبة ثنا يونس فذكره بتمامه ، ثم رواه من طريق محمود بن لبيد بن الأشهل . عن أبي سعيد مرفوعا فذكره ، وأخرجه ابن حبان في صحيحه ( الإحسان15/244-2245 ح6830 ) من طريق يعقوب بن إبراهيم ابن سَعْد عن أبيه عن ابن إسحاق به . ورواه الحاكم في المستدرك عن محمد بن يعقوب عن أحمد بن عبد الجبار عن يونس بن بكير به ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم . ( مصباح الزجاجة 2/311 ) وقال الألباني : حسن صحيح ( صحيح ابن ماجة2/388 ) . ذكره ابن كثير ( 5/367 ) .

قال ابن ماجة : حدثنا محمد بن بشار . ثنا يزيد بن هارون . ثنا العوام بن حوشب حدثني جبلة بن سحيم عن مؤثر بن عفازة ، عن عبد الله بن مسعود قال : لما كان ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم لقي إبراهيم وموسى وعيسى . فتذاكروا الساعة . فبدءوا بإبراهيم . فسألوه عنها . فلم يكن عنده منها علم . ثم سألوا موسى . فلم يكن عنده منها علم . فرد الحديث إلى عيسى بن مريم . فقال : قد عهد إلي فيما دون وجبتها . فأما وجبتها . فلا يعلمها إلا الله . فذكر خروج الدجال . قال : فأنزل فأقتله ، فيرجع الناس إلى بلادهم . فيستقبلهم يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون . فلا يمرون بماء إلا شربوه . ولا بشيء إلا أفسدوه فيجأرون إلى الله . فأدعوا الله أن يميتهم . فتنتن الأرض من ريحهم . فيجأرون إلى الله . فأدعوا الله . فيرسل السماء بالماء . فيحملهم فيلقيهم في البحر . ثم تنسف الجبال وتمد الأرض الأديم ، فعهد إلي : متى كان ذلك ، كانت الساعة من الناس . كالحامل التي لا يدري أهلها متى تفجؤهم بولادتها .

قال العوّام : ووجد تصديق ذلك في كتاب الله { حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون } ( السنن2/1365ح4081-ك الفتن ، ب فتنة الدجال . . . ) وأخرجه أحمد ( المسند ح3556 )عن هشيم . والطبري( التفسير16/27-28 ) من طريق أحمد بن إبراهيم عن هشيم . والحاكم ( المستدرك4/488-489 ) من طريق يزيد بن هارون ، كلاهما عن العوام بن حوشب عن جبلة به . قال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي . وقال البوصيري : إسناده صحيح رجاله ثقات ، ومؤثر بن عفازة ذكره ابن حبان في الثقات ، وباقي رجال الإسناد ثقات ( انظر سنن ابن ماجة ) وقال محقق المسند : إسناده صحيح .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله { من كل حدب ينسلون }

قال : جمع الناس من كل مكان جاءوا منه يوم القيامة ، فهو حدب .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، قوله : { من كل حدب ينسلون } يقول : من كل شرف يقبلون .