الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{حَتَّىٰٓ إِذَا فُتِحَتۡ يَأۡجُوجُ وَمَأۡجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٖ يَنسِلُونَ} (96)

فإن قلت : بم تعلقت { حتى } واقعة غاية له ، وآية الثلاث هي ؟ قلت : هي متعلقة بحرام ، وهي غاية له لأنّ امتناع رجوعهم لا يزول حتى تقوم القيامة ، وهي { حتى } التي يحكى بعدها الكلام ، والكلام المحكيّ : الجملة من الشرط والجزاء ، أعني : «إذا » وما في حيزها حذف المضاف إلى { يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ } وهو سدّهما ، كما حذف المضاف إلى القرية وهو أهلها . وقيل : فتحت كما قيل : { أهلكناها } وقرىء «آجوج » وهما قبيلتان من جنس الإنس ، يقال : الناس عشرة أجزاء ، تسعة منها يأجوج ومأجوج { وَهُمْ } راجع إلى الناس المسوقين إلى المحشر وقيل : هم يأجوج ومأجوج يخرجون حين يفتح السدّ . الحدب : النشز من الأرض . وقرأ ابن عباس رضي الله عنه «من كل جدث » وهو القبر ، الثاء : حجازية ، والفاء : تميمية . وقرىء : { يَنسِلُونَ } بضم السين ونسل وعسل : أسرع .