التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{تَبَارَكَ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلۡفُرۡقَانَ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦ لِيَكُونَ لِلۡعَٰلَمِينَ نَذِيرًا} (1)

قوله تعالى { تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا }

قال مسلم : حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : قرأت على مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير ، عن عبد الرحمن بن عبد القاري ، قال : سمعت عمر ابن الخطاب يقول : سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها . فكدت أن أعجل عليه . ثم أمهلته حتى انصرف . ثم لبّبته بردائه . فجئتُ به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ! إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أرسله " . اقرأ فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هكذا أُنزلت " . ثم قال لي : " اقرأ " ، فقرأتُ فقال : " هكذا أُنزلت . إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف . فاقرؤوا ما تيسر منه " .

( صحيح مسلم1/560-ك صلاة المسافرين وقصرها ، ب بيان أن القرآن على سبعة أحرف وبيان معناه ح818 ) .

قال ابن كثير : يقول تعالى حامدا نفسه الكريمة على ما نزّله على رسوله الكريم من القرآن العظيم ، كما قال تعالى { الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات } .

وانظر حديث البخاري عن جابر المتقدم عند الآية ( 151 ) من سورة آل عمران وهو حديث : أعطيت خمسا . . . " .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الصحيح عن قتادة قوله : { تبارك الذي نزل الفرقان على عبده } يقول : الفرقان فيه حلال الله وحرامه وشرائعه ودينه فرق بين الحق والباطل .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الصحيح عن قتادة قوله { ليكون للعالمين نذيرا } بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم نذيرا من النار . وينذر بأس الله ووقائعه بمن خلا قبلكم .