التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّمَا نُمۡلِي لَهُمۡ خَيۡرٞ لِّأَنفُسِهِمۡۚ إِنَّمَا نُمۡلِي لَهُمۡ لِيَزۡدَادُوٓاْ إِثۡمٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ} (178)

قوله تعالى{ ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لأنفسهم غنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين }

قال الشيخ الشنقيطي : ذكر في هذه الآية الكريمة انه يملي للكافرين ويمهلهم لزيادة الإثم عليهم وشدة العذاب وبين في موضع آخر : أنه لا يمهلهم متنعمين هذا الإمهال إلا بعد ان يبتليهم بالبأساء والضراء ، فإذا لم يتضرعوا أفاض عليهم النعم وأمهلهم حتى يأخذهم بغتة ، كقوله{ وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا اهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون }وقوله{ ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا }-إلى قوله-{ أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون }وبين في موضع آخر ان ذلك الاستدراج من كيده المتين وهو قوله{ سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم عن كيدي متين } .

قال الطبري : حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا عبد الرحمن قال ، حدثنا سفيان عن الأعمش ، عن خيثمة عن الأسود قال ، قال عبد الله : ما من نفس برة ولا فاجرة إلا والموت خير لها . وقرأ : { ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لنفسهم غنما نملي ليزدادوا إثما }وقرأ : { نزلا من عند الله خير للأبرار }

( ورجاله ثقات وإسناده صحيح وأخرجه الحاكم من طريق الأعمش به . ( المستدرك2/298 ) .