وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ } .
قراءة حمزة وأبي بحتريه : بالتاء .
الباقون : بالياء ، فمن قرأ بالياء ف ( الذين ) في محل الرفع على الفاعل تقديره : ولا يحسبن الكفار أن إملاءنا خير لهم .
ومن قرأ بالتاء ، قال الفراء : هو على التكرير في المعنى ، ولا تحسبن يا محمد الذين كفروا ولا تحسبن إنما نملي ، لأنك إذا أعلمت الحسبان في الذين لم يجز أن يقع على إنما ، وهو كقوله :
{ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً } [ محمد : 18 ] يعني هل ينظرون إلاّ أن تأتيهم بغتة ، وقيل : موضع إنما نصب على البدل من الذين .
فما كان قيس هلكه هلك واحد *** ولكنه بنيان قوم تهدّما
فرفع ( هلك ) على البدل ، من الأول ، والاملاء الإمهال والتأخير والإطالة في العمر والإنساء في الأجل ، ومنه قوله تعالى :
{ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً } [ مريم : 46 ] أي حيناً طويلا ويقال : عشت طويلا ، أي تمليت حيناً ، وأصله من الملاوة والملا وهما الدهر .
وقد أراني للغوالي مصيداً *** ملاوة كأن فوقي جلدا
ألا يا ديار الحي *** بالسبعان أمل عليها بالبلى
ثم قال { أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ } نمهلهم { لِيَزْدَادُواْ إِثْمَاً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ } نزلت هذه الآية في مشركي قريش .
قال مقاتل : قال عطاء : في قريظة والنضير .
وعن عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه أن رجلا قال : " يا رسول الله أي الناس خير ؟ قال : " من طال عمره وحسن عمله " ، قال : فأي الناس شر ؟ قال : " من طال عمره وساء عمله " " .
وقال ابن مسعود : ما من نفس برّة ولا فاجرة إلاّ والموت لها ، فأما الفاجرة فمستريح ومستراح منه ، وقرأ { وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ } الآية ، وأما البرّة فقرأ { نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.