التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يَسۡتَخۡفُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَلَا يَسۡتَخۡفُونَ مِنَ ٱللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمۡ إِذۡ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرۡضَىٰ مِنَ ٱلۡقَوۡلِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطًا} (108)

قوله تعالى : ( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله-إلى قوله – غفورا رحيما ) أي : لو استغفروا الله لغفر لهم ، ( ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه - إلى قوله - إثما مبينا ) قوله للبيد : ( ولولا فضل الله عليك ورحمته- إلى قوله - فسوف نؤتيه أجرأ عظيما ) فلما نزل القرآن أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسلاح فرده إلى رفاعة ، فقال قتادة : لما أتيت عمي بالسلاح ، وكان شيخا قد عمي أو عشي في الجاهلية ، وكنت أرى إسلامه مدخولا ، فلما أتيته بالسلاح قال : يا ابن أخي هو في سبيل الله ، فعرفت أن إسلامه كان صحيحا ، فلما نزل القرآن لحق بشير بالمشركين ، فنزل على سلافة بنت سعد بن سمية فأنزل الله ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا . إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا ) فلما نزل على سلافة رماها حسان بن ثابت بأبيات من شعره ، فأخذت رحله فوضعته على رأسها ، ثم خرجت به فرمت به في الأبطح ، ثم قالت : أهديت لي شعر حسان ؟ ما كنت تأتيني بخير .

قال أبو عيسى : هذا حديث غريب لا نعلم أحدا أسنده غير محمد بن سلمة الحراني .

وروى يونس بن بكير وغير واحد هذا الحديث عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة مرسلا لم يذكروا فيه عن أبيه عن جده ، وقتادة هو أخو أبي سعيد الخدري لأمه وأبو سعيد الخدري سعد ابن مالك بن سنان .

( السنن 5/244-247ح /3036- ك التفسير ، سورة النساء ) ، وصححه الألباني في ( صحيح سنن الترمذي ) ، وأخرجه الطبري في

( تفسيره 9/177 ) ح 10411 ) بسند الترمذي نفسه . وأخرجه الحاكم ( 4/385- ك الحدود ) - مع اختلاف في لفظه - من طريق : يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق به . وقال : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه . «وأما عن قول الترمذي : بأن يونس بن بكير وجماعة رووه عن عاصم بن عمر مرسلا ، فقد قال الشيخ أحمد شاكر : غير أن الحاكم : رواه كما ترى من طريق يونس بن بكير مرفوعا إلى قتادة بن النعمان «( تفسير الطبري 9/183 ) .

وانظر حديث أم سلمة عند البخاري ومسلم المتقدم تحت الآية رقم ( 188 ) من سورة البقرة .

قال الطبري : حدثنا محمد بن بشار قال ، حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن الأعمش ، عن أبي رزين : ( إذ يبيتون ما لا يرضى من القول ) قال : يؤلفون ما لا يرضى من القول .

ورجاله ثقات وسنده صحيح ، وأبو رزين هو مسعود بن مالك .