وقوله تعالى : { يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم } يحتمل وجهين : يحتمل : { يستخفون من الناس } أي يحتشمون من الناس أن يعلموا بصنيعهم ، ولا يحتشمون من الله على علم منهم أنه لا خفى /113-ب/ عليه شيء . ويحتمل : { يستخفون من الناس }أي يستترون بسرهم من الناس . وكذلك روي في حرف حفصة : ولا يستترون من الله . ولكن الله يطلع الناس على ما يسرون ، وهو معهم ، أي لا يخفى عليه شيء .
وقوله تعالى : { ولا يستخفون من الله وهو معهم } على وجهين :
أحدهما : على نفي القدرة وإثباتها أن لهم ذلك في الإخفاء من الناس وليس لهم في الإخفاء من الله .
والثاني : على قلة المبالاة بعلم اطلاع{[6484]} الله عليهم ، وتركهم مراقبة الله في الأمور ، واجتهادهم في ذلك عن الخلق ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { إذ يبيتون ما لا يرضى من القول } عن ابن عباس ( أنه ){[6485]} قال : { إذ يبيتون ما لا يرضى } يقول : من العمل والفرية من اليهودي بالسرقة ) . وقيل : { يبيتون } أي يؤلفون القول في ما بينهم ، فيقولون : نأتي به النبي صلى الله عليه وسلم ( فنقول له ){[6486]} كذا وكذا ليدفعوا {[6487]} عن صاحبهم الخيانة والتهمة ، وهو طعمة( بن أبيرق ){[6488]} على ما قيل في القصة : إنه سرق درع رجل في دار يهودي ، وقيل : إنه خبأها في دار يهودي ، فلما طلبت منه حلق بالله أنه ما سرق . وقيل : التثبيت هو التقدير بالليل ، ( وقد ذكرناه ){[6489]} في قوله تعالى : { بيت طائفة منهم } الآية ( النساء : 81 ) .
وقوله تعالى : { وكان الله بما يعملون محيطا } هو على الوعيد : أي عن علم منه يفعلون هذا لا عن غفلة كقوله تعالى : { ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون } ( إبراهيم : 42 ) لكنه يؤخرهم إلى يوم على علم منه ذلك ؛ وعلى الإعلام أن الله لم يزل عالما بما يكون ، وعلى ذلك امتحنهم ، وبالله التوفيق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.