التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{ٱلۡيَوۡمَ أُحِلَّ لَكُمُ ٱلطَّيِّبَٰتُۖ وَطَعَامُ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ حِلّٞ لَّكُمۡ وَطَعَامُكُمۡ حِلّٞ لَّهُمۡۖ وَٱلۡمُحۡصَنَٰتُ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ وَٱلۡمُحۡصَنَٰتُ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ إِذَآ ءَاتَيۡتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحۡصِنِينَ غَيۡرَ مُسَٰفِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِيٓ أَخۡدَانٖۗ وَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلۡإِيمَٰنِ فَقَدۡ حَبِطَ عَمَلُهُۥ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ} (5)

قوله تعالى : ( وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم )

انظر حديث إهداء اليهود الشاة المسمومة للنبي صلى الله عليه وسلم في سورة البقرة آية( 80 ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : ( وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم ) قال : ذبائحهم .

قال البخاري : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا هشام ، حدثنا قتادة ، عن أنس رضي الله عنه قال : ولقد رهن رسول الله صلى الله عليه وسلم درعه بشعير ، ومشيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بخبز شعير وإهالة سنخة . ولقد سمعته يقول : " ما أصبح لآل محمد صلى الله عليه وسلم إلا صاع ولا أمسى ، وإنهم لتسعة أبيات " .

( الصحيح 5/166ح2508- ك الرهن ، ب في الرهن في الحضر ) . والإهالة السنخة هي . كل شيء من الأدهان مما يؤتدم به إهالة . . . والسنخة المتغيرة الريح ( النهاية 1/84 )

قال أبو داود : حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي ، ثنا زهير ، ثنا سماك بن حرب ، حدثني قبيصة بن هلب عن أبيه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله رجل فقال :

إن من الطعام طعاما أتحرج منه ، فقال : " لا يتحلجن في صدرك شيء ضارعت فيه النصرانية " .

( السنن 3/351ح3784-ك الأطعمة ، ب كراهية التقذر للطعام ) ، وأخرجه الترمذي( السنن 4/133-134ح1565-ك السير ، ب ما جاء في طعام المشركين )من طريق شعبة . وابن ماجة ( السنن 2/944ح2830- الجهاد ، ب الأكل في قدور المشركين ) من طريق سفيان . وأخرجه أحمد ( المسند 5/226 ) من طريق زهير ، كلهم عن سماك بن حرب به . قال الترمذي : حديث حسن . وكذا حسنه الألباني ( صحيح سنن الترمذي 1270 ) .

قوله تعالى ( والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا أتيتموهن أجورهن )

قال الطبري : حدثنا محمد بن بشار قال ، حدثنا عبد الرحمن قال ، حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ) قال : من الحرائر . ا . ه .

وعبد الرحمن هو ابن مهدي ، وسفيان هو الثوري ، ورجاله ثقات وإسناده صحيح .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : ( آتيتموهن أجورهن ) يعني : مهورهن .

قوله تعالى ( محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان )

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : ( محصنين غير مسافحين ) يعني : ينكحوهن بالمهر والبينة غير مسافحين متعالنين بالزنا ( ولا متخذي أخدان ) يعني : يسرون بالزنا .

قوله تعالى ( ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين )

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله : ( ومن يكفر بالإيمان ) قال : من يكفر بالله .

قال الشيخ الشنقيطي : ظاهر هذه الآية الكريمة أن المرتد يحبط جميع عمله بردته من غير شرط زائد ، ولكنه أشار في موضع آخر إلى أن ذلك فيما إذا مات على كفر ، وهو قوله : ( ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر ) .