التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَحَسِبُوٓاْ أَلَّا تَكُونَ فِتۡنَةٞ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٞ مِّنۡهُمۡۚ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا يَعۡمَلُونَ} (71)

قوله تعالى : ( وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثيرا منهم والله بصير بما يعملون )

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثيرا منهم والله بصير بما يعملون ) الآية . ذكر الله تعالى في هذه الآية الكريمة أن بني إسرائيل عموا وصموا مرتين تتخللهما توبة من الله عليهم ، وبين تفصيل ذلك في قوله تعالى : ( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ) الآية . فبين جزاء عماهم وصممهم في المرة الأولى بقوله : ( فإذا جاء وعد أولاهما ، بعثنا عليكم عبادا لنا ، أولي بأس شديد ) وبين جزاء عماهم ، وصممهم في المرة الآخرة بقوله ( فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم ، وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا ) وبين التوبة التي بينهما بقوله ( ثم رددنا لكم الكرة عليهم ، وأمددناكم بأموال وبنين ، وجعلناكم أكثر نفيرا ) ، ثم بين أنهم إن عادوا إلى الإفساد عاد إلى الانتقام منهم بقوله : ( وإن عدتم عدنا ) فعادوا إلى الإفساد بتكذيبه صلى الله عليه وسلم ، وكتم صفاته التي في التوراة ، فعاد الله إلى الانتقام منهم فسلط عليهم نبيه صلى الله عليه وسلم فذبح مقاتلة بني قريظة ، وسبى نساءهم وذراريهم وأجلى بني قينقاع ، وبني النضير ، كما ذكر تعالى طرفا من ذلك في سورة الحشر .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ( وحسبوا ألا تكون فتنة ) الآية يقول : حسب القوم أن لا يكون بلاء ( فعموا وصموا ) كلما عرض بلاء ابتلوا به هلكوا فيه .

انظر سورة البقرة آية ( 18 ) عند قوله تعالى ( صم بكم عمي ) .