النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَحَسِبُوٓاْ أَلَّا تَكُونَ فِتۡنَةٞ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٞ مِّنۡهُمۡۚ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا يَعۡمَلُونَ} (71)

{ وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ } فيها ثلاثة تأويلات :

أحدها : أنها العقوبة التي تنزل من السماء .

والثاني : ما ابتلوا به من قتل الأنبياء وتكذيبهم .

والثالث : ما بلوا به من جهة المتغلبين عليهم من الكفار .

{ فَعَمُوا وَصَمُّوا } يعني ، فعموا عن المرشد وصموا عن الموعظة حتى تسرعوا إلى قتل أنبيائهم حين حسبوا ألا تكون فتنة .

{ ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ } يعني أنهم تابوا بعد معاينة الفتنة فقبل الله توبتهم .

{ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا } يعني أنهم عادوا بعد التوبة إلى ما كانوا عليه قبلها ، والعود إنما كان من أكثرهم من جميعهم .