التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُحَرِّمُواْ طَيِّبَٰتِ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ} (87)

قوله تعالى :

( يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين )

قال البخاري : " حدثنا عمرو بن عون ، حدثنا خالد عن إسماعيل ، عن قيس ، عن عبد الله رضي الله عنه ، قال : نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم وليس معنا نساء ، فقلنا : ألا نختصي ؟ فنهانا عن ذلك ، فرخص لنا بعد ذلك ، أن نتزوج المرأة بالثوب . ثم قرأ ( يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ) " .

( صحيح البخاري : 8/126ح4615-ك التفسير- سورة المائدة ، ب الآية ) . ( صحيح مسلم : 2/1022ح1404-ك النكاح ، ب نكاح المتعة وبيان أنه أبيح ثم نسخ ) .

قال الحافظ ابن حجر : " أخرج الثوري في جامعه ، وابن المنذر من طريقه ، بسند صحيح ، عن ابن مسعود ، أنه جيء عنده بطعام ، فتنحى رجل فقال : إني حرَّمته أن لا آكله . فقال : ادْنُ فكُلْ ، وكفِّر عن يمينك ، ثم تلا هذه الآية إلى قوله : ( ولا تعتدوا ) " .

( الفتح : 11/575 ) ، وأخرجه الحاكم وصححه ، ووافقه الذهبي ( المستدرك 2/313-314 ) .

قال البخاري : حدثنا سعيد بن أبي مريم ، أخبرنا محمد بن جعفر ، أخبرنا حميد ابن أبي حميد الطويل ، أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول : جاء ثلاثةُ رهطٍ إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أُخبِروا كأنَّهم تَقَالُّوها ، فقالوا : وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قد غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر . قال أحدُهم : أما أنا فأنا أُصلِّي الليل أبدا . وقال آخرُ : أنا أصوم الدَّهر ولا أفطر . وقال آخرُ : أنا أعتزل النساء ، فلا أتزوج أبدا . فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " أنتم الذين قُلتُم كذا وكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، لكني أصوم وأُفطِر ، وأصلي وأرقُد ، وأتزوج النساء ، فمن رغِب عن سُنَّتي فليس مني " .

( الصحيح : 9/5-6 ح5063-ك النكاح ، ب الترغيب في النكاح ) ، وأخرجه مسلم ( الصحيح : 2/1020ح1401-ك النكاح ، ب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ) .