محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُحَرِّمُواْ طَيِّبَٰتِ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ} (87)

/ [ 87 ] { يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ( 87 ) } .

{ يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم } أي : ما طاب ولذ منه . كأنه- لما تضمن ما سلف مدح النصارى على الترهب ، والحث على كسر النفس ، ورفض الشهوات- عقبه النهي عن الإفراط في ذلك بتحريم اللذائذ من المباحات الشرعية . ثم أشار إلى أنه اعتداء بقوله سبحانه : { ولا تعتدوا } أي : عما حد الله سبحانه وتعالى بجعل الحلال حراما . أو : ولا تعتدوا في تناول الحلال فتجاوزوا الحد فيه إلى الإسراف كما قال تعالى : { وكلوا واشربوا ولا تسرفوا . . . } {[3199]} الآية . وقال : { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما }{[3200]} . أو : ولا تعتدوا على النفس والأهل بمنع الحقوق . أو : ولا تعتدوا حدود ما أحل الله لكم إلى ما حرم عليكم { إن الله لا يحب المعتدين } في كل ما ذكر ، وهو تعليل لما قبله .


[3199]:- [7/ الأعراف/31] ونصها: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين (31)}.
[3200]:- [25/ الفرقان/ 67].