التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{قَالَ فَٱهۡبِطۡ مِنۡهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَٱخۡرُجۡ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّـٰغِرِينَ} (13)

قوله تعالى : ( قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين )

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين ) . بين تعالى في هذه الآية الكريمة أنه عامل إبليس اللعين بنقيض قصده حيث كان قصده التعاظم والتكبر ، فأخرجه الله صاغرا حقيرا ذليلا ، متصفا بنقيض ما كان يحاوله من العلو والعظمة ، وذلك في قوله ( إنك من الصاغرين ) والصغار : أشد الذل والهوان ، وقوله ( اخرج منها مذموما مدحورا ) ونحو ذلك من الآيات . ويفهم من الآية أن المتكبر لا ينال ما أراد من العظمة والرفعة ، وإنما يحصل له نقيض ذلك ؛ وصرح تعالى بهذا المعنى في قوله ( إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه ) . وبين في مواضع أخر كثير من العواقب السيئة التي تنشأ عن الكبر - أعاذنا الله والمسلمين منه - فمن ذلك أنه سبب لصرف صاحبه عن فهم آيات الله ، والاهتداء بها كما في قوله تعالى ( سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق ) الآية . ومن ذلك أنه من أسباب الثواء في النار كما في قوله تعالى ( أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ) وقوله ( ذلك بأنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ) ومن ذلك أن صاحبه لا يحبه الله تعالى كما في قوله ( لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لا يحب المتكبرين ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي : ( فاخرج إنك من الصاغرين ) و ( الصغار ) هو الذل .