اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قَالَ فَٱهۡبِطۡ مِنۡهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَٱخۡرُجۡ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّـٰغِرِينَ} (13)

الضمير في " منها " قال ابن عباس : " يُريدُ من الجنَّة ؛ لأنه كان من سُكَّانها{[15825]} " قال ابن عباس : كان في عدنٍ ، لا في جنَّة الخلْدِ{[15826]} .

وقيل : تعودُ على السَّمَاءِ ، لأنه روي عن ابن عباس : " أنَّهُ وَسْوَسَ إليهما وهو في السَّمَاءِ {[15827]} " ، ولأنَّ الهبوط إنَّما يكون من ارتفاع .

وقيل : يعود على الأرْضِ ، أمِر أن يخرج منها إلى جَزائر البحار ولا يدخل في الأرض إلا كالسَّارِقِ .

وقيل : يَعُودَ على الرُّتْبَةِ المُنيفَةِ ، والمَنْزِلَةِ الرَّفيعَةِ .

وقيل : يَعُودُ على الصُّورةِ والهيئة الَّتي كان عَلَيْهَا ؛ لأنَّهُ كان مُشْرِقَ الوَجْهِ فَعَادَ مظلماً .

قوله : " فَاخْرُجْ " تَأكِيدٌ ل " اهْبِطْ " إذْ هو بمعناهُ .

وقوله : " فِيهَا " لا مفعوم لهُ يعني : أنَّهُ لا يتوهَّمُ أنَّهُ يجوزُ أنْ يتكبَّرَ في غَيْرَهَا ولما اعْتَبَر بَعْضَهُمْ هذا المفهوم ؛ احْتَاجَ إلى تقدير حذفِ مَعْطُوفٍ كقوله : { تَقِيكُمُ الحر } [ النحل : 81 ] قال : والتقدير : " فَمَا يَكُونُ لَكَ أنْ تَتَكَبَّرَ فيها ، ولا في غيرها إنَّكَ من الصَّاغِرينَ ، الأذلاَّء ، والصَّغَارُ الذُّلُّ والإهانة " .


[15825]:تقدم.
[15826]:تقدم.
[15827]:تقدم.