التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{ثُمَّ لَأٓتِيَنَّهُم مِّنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ وَعَنۡ أَيۡمَٰنِهِمۡ وَعَن شَمَآئِلِهِمۡۖ وَلَا تَجِدُ أَكۡثَرَهُمۡ شَٰكِرِينَ} (17)

قوله تعالى : ( ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم )

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : ( ثم لآتينهم من بين أيديهم ) يعنى الدنيا ( ومن خلفهم ) من الآخرة ( وعن أيمانهم ) من قبل حسناتهم ( وعن شمائلهم ) من قبل سيئاتهم .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله : ( ثم لآتينهم من بين أيديهم ) الآية ، أتاهم من بين أيديهم فأخبرهم أنه لا بعث ولا جنة ولا نار ( ومن خلفهم ) من أمر الدنيا فزينها لهم ودعاهم إليها ( وعن أيمانهم ) من قبل حسناتهم بطأهم عنها ( وعن شمائلهم ) زين لهم السيئات والمعاصي ، ودعاهم إليها ، وأمرهم بها . أتاك يا ابن آدم من كل وجه ، غير أنه لم يأتك من فوقك ، لم يستطع أن يحول بينك وبين رحمة الله .

قوله تعالى ( ولا تجد أكثرهم شاكرين )

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( ولا تجد أكثرهم شاكرين ) هذا الذي ذكر إبليس أنه سيوقع بني آدم فيه قاله ظنا منه أنهم سيطيعونه فيما يدعوهم إليه حتى يهلكهم . وقد بين تعالى في سورة " سبأ " أن ظنه هذا صدق فيهم بقوله ( ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه ) الآية . كما تقدمت الإشارة إليه .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : ( ولا تجد أكثرهم شاكرين ) يقول : موحدين .