التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{فَإِذَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَٰذِهِۦۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةٞ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُۥٓۗ أَلَآ إِنَّمَا طَـٰٓئِرُهُمۡ عِندَ ٱللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (131)

قوله تعالى : ( فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون ) .

قال البخاري : حدثني عبد الله بن محمد حدثنا عثمان بن عمر حدثنا يونس عن الزهري عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا عدوى ولا طيرة ، والشؤم في ثلاث : في المرأة ، والدار ، والدابة " .

( الصحيح 10/223ح5753- ك الطب ، ب الطيرة ) ، وأخرجه مسلم ( الصحيح 4/1746ح2223- ك السلام ، ب الطيرة والفأل . . . ) .

أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله ( فإذا جاءتهم الحسنة ) العافية و الرخاء ( قالوا لنا هذه ) نحن أحق بها ( وإن تصبهم سيئة ) بلاء وعقوبة ( يطيروا ) يتشاءموا بموسى .

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ) ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة : أن فرعون و قومه إن أصابتهم سيئة أي قحط وجدب ونحو ذلك ، تطيروا بموسى وقومه فقالوا : ما جاءنا هذا الجدب والقحط إلا من شؤمكم ، وذكر مثل هذا عن بعض الكفار مع نبينا صلى الله عليه وسلم في قوله ( وإن تصيبهم سيئة يقولوا هذه من عندك ) الآية . وذكر نحوه أيضا عن قوم صالح مع صالح في قوله ( قالوا اطيرنا بك وبمن معك ) الآية . و ذكر نحو ذلك أيضا عن القرية التي جاءها المرسلون في قوله ( قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم ) الآية . وبين تعالى أن شؤمهم من قبل كفرهم ، ومعاصيهم . لا من قبل الرسل قال في " الأعراف " ( ألا إنما طائرهم عند الله ) وقال في سورة " النمل " في قوم صالح( قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون ) وقال في سورة " يس " ( قالوا طائركم معكم ) الآية .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس : ( إلا إنما طائرهم عند الله ) قال : مصائبهم عند الله ، قال الله : ( ولكن أكثرهم لا يعلمون ) .