التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَٱتَّخَذَ قَوۡمُ مُوسَىٰ مِنۢ بَعۡدِهِۦ مِنۡ حُلِيِّهِمۡ عِجۡلٗا جَسَدٗا لَّهُۥ خُوَارٌۚ أَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّهُۥ لَا يُكَلِّمُهُمۡ وَلَا يَهۡدِيهِمۡ سَبِيلًاۘ ٱتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَٰلِمِينَ} (148)

قوله تعالى : { واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين }

قال ابن كثير : يخبر تعالى عن ضلال من ضل من بني إسرائيل في عبادتهم العجل ، الذي اتخذه لهم السامري ، من حلي القبط الذي كانوا استعاروه منهم ، فشكل لهم منه عجلاً ، ثم ألقى فيه القبضة من التراب التي أخذها من أثر فرس جبريل عليه السلام ، فصار عجلاً جسداً له خوار ( والخوار ) صوت البقر . وكان هذا منهم بعد ذهاب موسى لميقات ربه تعالى ، وأعلمه الله تعالى بذلك وهو على الطور ، حيث يقول تعالى إخباراً عن نفسه الكريمة { قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري } .

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى : { ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين } . بين في هذه الآية الكريمة سخافة عقول عبدة العجل ، ووبخهم على أنهم يعبدون مالا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا ، وأوضح هذا في سورة طه ، بقوله { أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا } الآية .