جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَٱتَّخَذَ قَوۡمُ مُوسَىٰ مِنۢ بَعۡدِهِۦ مِنۡ حُلِيِّهِمۡ عِجۡلٗا جَسَدٗا لَّهُۥ خُوَارٌۚ أَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّهُۥ لَا يُكَلِّمُهُمۡ وَلَا يَهۡدِيهِمۡ سَبِيلًاۘ ٱتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَٰلِمِينَ} (148)

{ واتخذ قوم موسى } أي : اتخذ السامري{[1716]} لهم بإعانتهم ورضاهم فكأنهم هم الذين اتخذوا { من بعده } من بعد ذهابه إلى الجبل { من حُليّهم } التي استعاروا من القبط { عجلا جسدا } بدنا ذا لحم ودم بدل من عجلا { له خوار } صوت البقر قال بعضهم : استمر على كونه من الذهب إلا أنه يدخل في فيه الهواء فيصوت كالبقر{[1717]} { ألم يروا أنه لا يكلّمهم ولا يهديهم سبيلا } أي : ألم يروا حين اتخذوه إلها أنه حيوان لا يقدر على كلام ولا على إرشاد فكيف اعتقدوا على أنه خالق القوى والقدر ؟ !{[1718]} { اتخذوه } إلها { وكانوا ظالمين } فلوضعهم الأشياء في غير موضعها اتخذوه إلها .


[1716]:روي أنه لما وعد موسى قومه ثلاثين ليلة فأبطأ عليهم في العشر المزيدة قال السامري لبني إسرائيل وكان مطاعا فيهم: إن معكم حليًّا من حلي آل فرعون الذي استعرتموه منهم لتتزينوا به في العيد وخرجتم وهو معكم وقد أغرق الله أهله من القبط فهاتوه فدفعوه إليه فاتخذ منه العجل المذكور/12 فتح.
[1717]:وفي الوجيز وأما أنه صنع من حليهم شكل ولد البقر مجسدا من الذهب لا روح فيه إلا أنه عمله مجوفا بطور إن دخل فيه الهواء خرج منه صوت كصوت البقر فليس بوجه سديد لقوله تعالى في سورة طه: (ما خطبك يا سامري قال بصرت) (طه: 95،96) وإذا كان هو على صورة العجل لا حياة فيه فليس بقبض التراب من أثر جبريل دَخْلُ/12.
[1718]:جمع القدرة/12.