تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَبَيۡنَهُمَا حِجَابٞۚ وَعَلَى ٱلۡأَعۡرَافِ رِجَالٞ يَعۡرِفُونَ كُلَّۢا بِسِيمَىٰهُمۡۚ وَنَادَوۡاْ أَصۡحَٰبَ ٱلۡجَنَّةِ أَن سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡۚ لَمۡ يَدۡخُلُوهَا وَهُمۡ يَطۡمَعُونَ} (46)

{ وبينهما } بين الجنة والنار { حجاب } وهو الأعراف . { وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم } تفسير قتادة : يعرفون أهل الجنة ببياض وجوههم ، وأهل النار بسواد وجوههم .

{ ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم } قال الله : { لم يدخلوها } يعني : أصحاب الأعراف { وهم يطمعون } في دخولها ، وهذا طمع يقين .

قال قتادة : ذكر لنا أن ابن عباس قال : أصحاب الأعراف قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم ؛ فلم تفضل حسناتهم على سيئاتهم ، ولا سيئاتهم على حسناتهم ، فحبسوا هنالك .

يحيى : عن إبراهيم بن محمد ، عن محمد بن المنكدر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أصحاب الأعراف هم قوم غزوا بغير إذن آبائهم فاستشهدوا ، فحبسوا عن الجنة ؛ لمعصيتهم آباءهم ، وعن النار بشهادتهم " {[360]} .

يحيى : عن أبي أمية ، عن المتلمس السدوسي ، عن إسحاق بن عبد الله ابن الحارث قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أحدا جبل يحبنا ونحبه ، وإنه يوم القيامة يمثل بين الجنة والنار يحبس عليه أقوام يعرفون كلا بسيماهم هم - إن شاء الله - من أهل الجنة " {[361]} .

قال محمد : وكل مرتفع عند العرب أعراف .


[360]:عزاه الحافظ السيوطي لأبي الشيخ وابن مردويه. انظر/ الدر المنثور (3/97).
[361]:أصله في البخاري (6/98) ح (2889) ومسلم (2/1011) ح (1393).