جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَبَيۡنَهُمَا حِجَابٞۚ وَعَلَى ٱلۡأَعۡرَافِ رِجَالٞ يَعۡرِفُونَ كُلَّۢا بِسِيمَىٰهُمۡۚ وَنَادَوۡاْ أَصۡحَٰبَ ٱلۡجَنَّةِ أَن سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡۚ لَمۡ يَدۡخُلُوهَا وَهُمۡ يَطۡمَعُونَ} (46)

{ وبينهما حجاب } بين الجنة والنار حاجز يمنع من وصول أهل النار إلى الجنة ، وهو الأعراف { وعلى الأعراف } وهو السور المضروب{[1618]} بينهما { رجال يعرفون كلا } من أهل الجنة والنار { بسيماهم } بعلامتهم التي أعلمهم الله تعالى بها قبل دخول أهل الجنة الجنة والنار النار وبعّده لارتفاع محلهم وإشرافهم ، وبإعلام الله تعالى إياهم فهم يعرفونهم بأشخاصهم ، والأصح بل الصحيح أنهم قوم استوت حسناتهم وسيآتهم { ونادوا } عطف على يعرفون { أصحاب الجنة أن سلام عليكم } وأن مثل ما مر { لم يدخلوها } استئناف{[1619]} { وهم يطمعون } في دخولها عطف ، أو حال من النفي أي : هم عند عدم الدخول كانوا طامعين .


[1618]:وتصور هذا السور بين الجنة التي في الكرسي والنار التي في أسفل السافلين موقوف بالمشاهدة/12 وجيز.
[1619]:كان سائلا سأل عن حال أهل الأعراف فقيل: لم يدخلوا الجنة وهم يطمعون دخولها/12 منه.