التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{ٱنفِرُواْ خِفَافٗا وَثِقَالٗا وَجَٰهِدُواْ بِأَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (41)

قوله تعالى : { انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون }

قال الشيخ الشنقيطي : لا يخفى ما في هذه الآية من التشديد في الخروج إلى الجهاد على كل حال ، ولكنه تعالى بين رفع هذا التشديد بقوله { ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج } الآية ، فهي ناسخة لها .

قال البخاري : حدثنا إٍسماعيل ، حدثني مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته بأن يدخله الجنة ، أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة ) .

[ الصحيح 13/450 ح 7457 – ك التوحيد ، ب قوله تعالى { ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين } . وأخرجه مسلم في [ الصحيح 3/1495 ح 1876 – ك الإمارة ، ب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله ] .

قال ابن حبان : أخبرنا أبو يعلى ، حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت عن أنس أن أبا طلحة قرأ سورة براءة ، فأتى على هذه الآية { فانفروا خفافا وثقالا } فقال : ألا أرى ربي يستنفرني شابا وشيخا ، جهزوني ، فقال له بنوه : قد غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض ، وغزوت مع أبي بكر حتى مات ، وغزوت مع عمر فنحن نغزو عنك ، فقال : جهزوني ، فجهزوه وركب البحر ، فمات ، فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام ، فلم يتغير .

[ الإحسان 16/152 – ك إخباره صلى الله عليه وسلم عن مناقب الصحابة ] ، وأخرجه الحاكم في [ المستدرك 3/353 ] من طريق ابن المبارك عن حماد بن سلمة به ، وقال : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، وسكت الذهبي . وأورده الهيثمي في [ مجمع الزوائد 9/312 – 313 ] وعزاه إلى أبي يعلى والطبراني وقال : رجاله رجال الصحيح .

وانظر حديث البخاري أيضا تحت الآية رقم ( 191 ) من سورة البقرة .

وانظر حديث أبي هريرة المتقدم عند الآية 216 من سورة البقرة .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد : { انفروا خفافا وثقالا } قال : شبابا وشيوخا ، وأغنياء ومساكين .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة : { خفافا وثقالا } قال : نشاطا وغير نشاط .