{ ووضع } {[46486]}بأيسر أمر{[46487]} بعد العرض المستعقب للجمع {[46488]}بأدنى إشارة{[46489]} { الكتاب } المضبوط فيه دقائق الأعمال وجلائلها على وجه بيِّن لا يخفى على قارىء ولا غيره شيء منه { فترى المجرمين } لتقر عينك منهم بشماتة لا خير بعدها [ {[46490]}{ مشفقين مما فيه } من قبائح أعمالهم ، وسيىء أفعالهم وأقوالهم {[46491]}أي خائفين دائماً خوفاً عظيماً من عقاب الحق والفضيحة عند الخلق{[46492]} { ويقولون } {[46493]}أي يجددون ويكررون قولهم{[46494]} : { ياويلتنا } كناية عن{[46495]} أنه لا نديم لهم إذ ذاك إلا الهلاك { مال هذا الكتاب } {[46496]}أي أي شيء له حال كونه{[46497]} على غير حال الكتب في الدنيا ، {[46498]}ورسم لام الجر وحده إشارة إلى أنهم صاروا من قوة الرعب وشدة الكرب يقفون على بعض الكتب ، وفسروا حال الكتاب التي أفظعتهم{[46499]} وسألوا عنها بقولهم : { لا يغادر } {[46500]}أي يترك أي يقع{[46501]} منه غدر ، أي عدم الوفاء وهو من غادر الشيء : تركه كأن كلاًّ منهما يريد غدر الآخر ، أي عدم الوفاء به ، من الغدير - لقطعة من{[46502]} الماء يتركها السيل كأنه لم يوف لهما بأخذ ما معه ، وكذا الغديرة لناقة تركها الراعي { صغيرة } أي{[46503]} من أعمالنا .
ولما هالهم إثبات{[46504]} جميع الصغائر ، بدؤوا بها ، وصرحوا بالكبائر - وإن كان إثبات الصغائر يفهمها - تأكيداً لأن المقام للتهويل وتعظيم التفجع ، {[46505]}وإشارة إلى أن الذي جرهم إليها هو الصغائر - كما قال الفضيل بن عياض رضي الله عنه{[46506]} - فقالوا{[46507]} : { ولا كبيرة إلا أحصاها } ولما كان الإحصاء قد لا يستلزم اطلاع صاحب الكتاب وجزاءه عليه ، نفى ذلك بقوله تعالى : { ووجدوا ما عملوا حاضراً } كتابة{[46508]} وجزاء من غير أن يظلمهم سبحانه{[46509]} أو يظلم من عادوهم فيه { ولا يظلم ربك } {[46510]}الذي رباك بخلق القرآن{[46511]} { أحداً * } منهم ولا من غيرهم في كتاب ولا عقاب ولا ثواب ، بل يجازى الأعداء بما يستحقون ، تعذيباً لهم وتنعيماً لأوليائه الذين عادوهم فيه للعدل بينهم ؛ روى الإمام أحمد في المسند{[46512]} عن جابر {[46513]}بن عبد الله{[46514]} رضي الله عنهما أنه سافر إلى عبد الله بن أنيس رضي الله عنه مسيرة شهر فاستأذن عليه قال : فخرج يطأ ثوبه فاعتنقني واعتنقته ، قلت : حديث{[46515]} بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في القصاص ، فخشيت أن تموت{[46516]} قبل أن أسمعه ، فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول :
" يحشر {[46517]}الله عز وجل{[46518]} الناس{[46519]} - أو قال : العباد - حفاة عراة بهما قلت : وما بهما ؟ قال{[46520]} : ليس معهم شيء ، ثم يناديهم بصوت يسمعه {[46521]}من بعد كما يسمعه{[46522]} من قرب : أنا الملك أنا الديان ، لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق {[46523]}حتى أقصه منه{[46524]} ، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة{[46525]} أن يدخل الجنة وله عند أحد من أهل النار حق حتى أقصه منه حتى اللطمة{[46526]} ، قال : قلنا : كيف وإنما نأتي الله{[46527]} حفاة عراة بهما ؟ قال : بالحسنات والسيئات " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.