جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{ٱلشَّهۡرُ ٱلۡحَرَامُ بِٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ وَٱلۡحُرُمَٰتُ قِصَاصٞۚ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَٱعۡتَدُواْ عَلَيۡهِ بِمِثۡلِ مَا ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ} (194)

{ الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ } ، صدهم المشركون عام الحديبية في ذي القعدة عن العمرة ، وخرج المسلمون لعمرة القضاء فيه سنة أخرى ، وكرهوا القتال لحرمته ، فنزلت ، أي : هذا بذاك وهتكة بهتكة فلا تبالوا ، { وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ } ، أي : كل حرمة وهو ما يجب المحافظة عليه يجرى فيه القصاص ، وهم هتكوا حرمة شهركم بصدكم فافعلوا به مثله {[332]} ، { فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ } ، أي : ادخلوا مكة عنوة واقتلوهم إن قاتلوكم ، { وَاتَّقُواْ اللّهَ } ، فيما لم يرخص لكم ، { وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ } ، فيحرسهم ويعلى كلمتهم .


[332]:إن وقع قتال/12