الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{ٱلشَّهۡرُ ٱلۡحَرَامُ بِٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ وَٱلۡحُرُمَٰتُ قِصَاصٞۚ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَٱعۡتَدُواْ عَلَيۡهِ بِمِثۡلِ مَا ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ} (194)

وقوله تعالى : { الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قِصَاصٌ }[ البقرة :125 ]

قال ابن عبَّاس وغيره : نزلَتْ في عمرة القَضِيَّةِ ، وعامِ الحديبيَةِ سنَةَ ستٍّ ، حين صدَّهم المشركون ، أي : الشهرُ الحرامُ الذي غلَّبكم اللَّه فيه ، وأدخلكم الحَرَمَ عليهم ، سنَةَ سَبْعٍ بالشهر الحرامِ الذي صدُّوكم فيه ، والحرمات قصاصٌ .

وقالتْ فرقةٌ : قوله : { والحرمات قِصَاصٌ }[ البقرة :194 ] مقطوعٌ مما قبله ، وهو ابتداء أمر كان في أول الإِسلام أنَّ من انتهك حرمَتَكَ ، نِلْتَ منه مثْلَ ما اعتدى عليك .

{ واتقوا الله }[ البقرة :194 ] قيل : معناه في أن أَلاَّ تعتدوا ، وقيل : في ألاَّ تزيدُوا على المثل .