التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{قَالُواْ يَٰشُعَيۡبُ مَا نَفۡقَهُ كَثِيرٗا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَىٰكَ فِينَا ضَعِيفٗاۖ وَلَوۡلَا رَهۡطُكَ لَرَجَمۡنَٰكَۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡنَا بِعَزِيزٖ} (91)

ما نفقه : ما نفهم .

رهطك : عشيرتك أو أسرتك .

وما أنت علينا بعزيز : لست شخصيا غاليا علينا أو مكرما عندنا أو قويا .

{ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ولاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ والْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ 84 ويَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ والْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ولاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ 85 بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ومَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ 86 قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ 87 قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي ورَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ومَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إلاّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إلاّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوكَّلْتُ وإِلَيْهِ أُنِيبُ 88 ويَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ ( 1 ) شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ ومَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ89 واسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ ودُودٌ 90 قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ ( 2 ) كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ولَوْلاَ رَهْطُكَ ( 3 ) لَرَجَمْنَاكَ ومَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ( 4 ) 91 قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ ورَاءكُمْ ظِهْرِيًّا( 5 ) إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ 92 ويَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ ( 6 ) إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُو كَاذِبٌ وارْتَقِبُواْ ( 7 ) إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ 93 ولَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ منا وأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ 94 كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا ألاَ بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ 95 } [ 84 95 ] .

تعليق على قصة شعيب عليه السلام

وهذه حلقة سادسة من السلسلة . وقد احتوت قصة شعيب عليه السلام وقومه أهل مدين . وآياتها واضحة . وقد وردت هذه القصة في سورتي الشعراء والأعراف بصيغ متقاربة مع بعض زيادات اقتضتها حكمة التنزيل ، ولقد علقنا على مدى القصة في السورتين المذكورتين بما يغني عن التكرار . وفي الحوار الذي يحكي بين شعيب وقومه مماثلة لما حكته آيات عديدة لبعض ما كان يقع بين النبي صلى الله عليه وسلم والكفار العرب ، حيث ينطوي في ذلك إظهار وحدة الطبائع التي تجمع بين الكفار وزعمائهم بخاصة في مختلف الأدوار . وبالإضافة إلى ذلك فإن فيما احتوته آيات القصة من إنذار ووعيد وتأنيب وتطمين قد انطوى إنذار ووعيد للكافرين السامعين وتثبيت وتطمين للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين .