التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{الٓمٓ} (1)

مقدمة السورة:

سورة السجدة

في السورة توكيد بصلة القرآن بالوحي الإلهي ورد على الكفار على نسبتهم افتراءه للنبي صلى الله عليه وسلم ، وتنويه بقدرة الله في مشاهد الكون ونواميس الخلق للبرهنة على استحقاقه وحده للعبادة والخضوع ، وحكاية لشكوك الكفار بالبعث والحساب وحملة عليهم ومقايسة بين مصيرهم ومصير المؤمنين ، وإشارة إلى رسالة موسى وفضل الله على بني إسرائيل حينما صبروا واتبعوا آيات الله ، وتثبيت وتطمين للنبي عليه السلام .

وآيات السورة متساوقة ومنسجمة مما يسوغ القول إنها نزلت دفعة واحدة أو متتابعة ، وقد روي أن الآيات [ 16-20 ] مدنية ، وانسجامها مع ما قبلها سبكا وموضوعا يسوغ الشك في الرواية .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ آلم ( 1 ) تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين ( 2 )أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون ( 3 ) }[ 1-3 ] .

وهذه أولى السور في ترتيب النزول الذي سرنا عليه تبتدئ بهذه الحروف . وقد تكرر ذلك بعدها في ثلاث سور مكية وسورتين مدنيتين . ولم يورد المفسرون في صددها شيئا جديدا ، وعطفوا على ما ذكروه في تفسير أول سورة البقرة المشابه . ونرجح هنا ما رجحناه في سياق مماثلاتها أنها للتنبيه واسترعاء السمع ، وقد أعقب الحروف الثلاثة كما هو الشأن في معظم السور المماثلة إشارة تنويهية إلى القرآن كتاب الله ، وتوكيد بأنه تنزيل من رب العالمين لا إمكان للريب فيه . ثم أعقب ذلك إشارة استدراكية إلى ما يقوله الكفار بأسلوب تنديدي كانوا يقولون إن النبي افتراه ، ورد على القول بتوكيد أنه الحق من الله أنزله على النبي لينذر به أناسا لم يأتهم نذير من قبله أن رجاء أن يهتدوا به إلى طريق الله القويم .

والآيتان الأوليان براعة أو مقدمة استهلالية للآية الثالثة كما هو المتبادر . والآيات الثلاث منصبة في جملتها على توكيد نزول القرآن من عند الله وتكذيب دعوى افترائه التي تكررت حكايتها وتكرر تكذيبها بتكرر المواقف المماثلة .