التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{يسٓ} (1)

مقدمة السورة:

سورة يس

في السورة توكيد لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم وصدقها وتنويه بالقرآن . وتقريع للكفار وتنديد بعقائدهم وشدّة غفلتهم وعنادهم . وفيها قصة من القصص المسيحية كما فيها تنويه بنعم الله وبعض مشاهد الكون ، وإنذار وتبشير بيوم القيامة وبعض مشاهده ومصائر المؤمنين والكافرين فيه .

وفصول السورة منسجمة ومترابطة تسوغ القول : إنها نزلت جملة واحدة أو متلاحقة ، وقد روي أن الآية [ 45 ] مدنية وانسجامها في سياقها يحمل على التوقف في الرواية .

ولقد روى الترمذي والبيهقي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم : " أنّ لكل شيء قلبا وقلب القرآن يس ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات " {[1]} . وروى الإمام أحمد عن معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " قلب القرآن يس ، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلاّ غفر الله له ، اقرؤوها على موتاكم " {[2]} . وروى الإمام مالك والبيهقي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له " {[3]} . حيث ينطوي في الأحاديث تنويه نبوي بهذه السورة لعلّ من حكمته ما فيها من مواعظ وأمثال .

وفي الأحاديث دلالة على أن السور القرآنية كانت مرتّبة معروفة بأسمائها المتواترة تواترا لا ينقطع في حياة النبي صلى الله عليه وسلم .

/خ1


[1]:التاج جـ 5 ص 382.
[2]:كتب السيد رشيد رضا في تفسيره في صدد هذه النقطة وفي سياق آية مماثلة للآية هنا وهي الآية [128] من سورة الأنعام أكثر من خمس وعشرين صفحة استعرض فيها أقوال من يقول بالتأييد ومن يقول بخلافه وأورد حججهم النقلية والعقلية وانتهى إلى إناطة الأمر إلى حكمة الله ورحمته وعدله.
[3]:التاج جـ 5 ص 173 و 174.