محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{يسٓ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمان الرحيم

36 - سورة يس

هي مكية . واستثنى منها بعضهم قوله تعالى : {[1]} { إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم } الآية لما أخرجه الترمذي{[2]} والحاكم عن أبي سعيد قال : ( كانت بنو سلمة في ناحية المدينة . فأرادوا النقلة إلى قرب المسجد فنزلت هذه الآية ) . ولا حاجة لدعوى الاستثناء فيها وفي نظائرها . لأن ذلك مبني على أن المراد بالنزول أن الواقعة كانت سببا لنزولها ، مع أن النزول في الآثار يشمل ذلك ، وكل ما تصدق عليه الآية ، كما بيناه مرارا . لاسيما في المقدمة . يؤيده أنه جاء في هذه الرواية أنه صلى الله عليه وسلم قرأ لهم هذه الآية . كما في رواية ( الصحيحين ) . {[3]} وهكذا يقال فيما روي أن آية{[4]} { وإذ قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله } من هذه السورة نزلت في المنافقين . فإن المراد ما ذكرناه . ولم يهتد لهذا التحقيق أرباب الحواشي هنا ، فاحفظه . وآيها ثلاث وثمانون آية . ومما روي في فضلها ما أخرجه{[5]} الترمذي عن أنس رفعه : ( إن لكل شيء قلبا وقلب القرآن يس ) ، وفي إسناده ضعف .

بسم الله الرحمن الرحيم

{ يس } .

{ يس } تقدم الكلام في مثل هذه الفواتح مرارا . وحاصله - كما قاله أبو السعود - أنها إما مسرودة على نمط التعديد ، فلا حظ لها من الإعراب ، أو اسم للسورة كما نص عليه الخليل وسيبويه . وعليه الأكثر . فمحله الرفع على أنه خبر لمحذوف . أو النصب ، مفعولا لمحذوف ، وعليهما مدار قراءة { يس } بالرفع والنصب .


[1]:(4 النساء 15 و 16).
[2]:(24 النور 2).
[3]:(2 البقرة 282).
[4]:(70 المعارج 33).
[5]:(49 الحجرات 6).