تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرۡسِلَ بِٱلۡأٓيَٰتِ إِلَّآ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلۡأَوَّلُونَۚ وَءَاتَيۡنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبۡصِرَةٗ فَظَلَمُواْ بِهَاۚ وَمَا نُرۡسِلُ بِٱلۡأٓيَٰتِ إِلَّا تَخۡوِيفٗا} (59)

{ وما منعنا أن نرسل بالآيات } مع محمد صلى الله عليه وسلم ، وذلك أن عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة ، والحارث بن هشام بن المغيرة المخزومين ، سألا للنبي صلى الله عليه وسلم أن يريهم الله الآيات كما فعل بالقرون الأولى ، وسؤالهما النبي صلى الله عليه وسلم أنهما قالا في هذه السورة : { وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا . . . } إلى آخر الآيات فأنزل الله عز وجل : { وما منعنا أن نرسل بالآيات } إلى قومك كما سألوا ، { إلا أن كذب بها الأولون } ، يعنى الأمم الخالية ، فعذبتهم ، ولو جئتهم بآية فردوها وكذبوا بها أهلكناهم ، كما فعلنا بالقرون الأولى ، فلذلك أخرنا الآيات عنهم ، ثم قال سبحانه : { وءاتينا } ، يعنى وأعطينا ، { ثمود الناقة مبصرة } ، يعنى معاينة يبصرونها ، { فظلموا بها } ، يعنى فجحدوا بها أنها ليست من الله عز وجل ، ثم عقروها ، ثم قال عز وجل : { وما نرسل بالآيات إلا تخويفا } آية ، للناس ، فإن لم يؤمنوا بها عذبوا في الدنيا .