تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرۡسِلَ بِٱلۡأٓيَٰتِ إِلَّآ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلۡأَوَّلُونَۚ وَءَاتَيۡنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبۡصِرَةٗ فَظَلَمُواْ بِهَاۚ وَمَا نُرۡسِلُ بِٱلۡأٓيَٰتِ إِلَّا تَخۡوِيفٗا} (59)

{ وما منعنا أن نرسل بالآيات } إلى قومك يا محمد . وذلك أنهم سألوا الآيات { إلا أن كذب بها الأولون } وكنا إذا أرسلنا إلى قوم بآية فلم يؤمنوا أهلكناهم ، فلذلك لم نرسل إليهم بالآيات ، لأن آخر كفار هذه الأمة أخروا إلى النفخة .

قال قتادة : إن أهل مكة قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : إن كان ما تقول حقا وسرك أن نؤمن ، فحول لنا الصفا ذهبا ، فأتاه جبريل فقال : إن شئت كان الذي سألك قومك ، ولكن إن هم لم يؤمنوا لم ينظروا ، وإن شئت استأنيت بقومك . قال : لا ، بل أستأني بقومي{[616]} .

قال محمد : قوله : { وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون } ( أن ) الأولى نصب و ( أن ) الثانية رفع ، المعنى : ما منعنا الإرسال إلا تكذيب الأولين .

{ وآتينا ثمود الناقة مبصرة } أي : بينة { فظلموا بها } أي : ظلموا أنفسهم بعقرها { وما نرسل بالآيات إلا تخويفا } يخوفهم بالآية ، فيخبرهم أنهم إذا لم يؤمنوا عذبهم .


[616]:رواه أحمد في المسند (1/158) والنسائي في الكبرى (11290) والطبري في الجامع (15/108) عن ابن عباس مرفوعا.