جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا} (59)

{ فَخَلَفَ {[3094]}مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ } خلفه أي : عقبه وخلق بسكون اللام عقب السوء وبفتحها عقب الخير { أَضَاعُوا الصَّلاةَ{[3095]} } : تركوها أو أخروا عن وقتها { وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ } مالوا إلى زخارف الدنيا وهم اليهود والنصارى ، وعن بعضهم أنهم من هذه الأمة في آخر الزمان { فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا } : شرا وخسرانا أو هو واد في جهنم يسيل فيها صديد{[3096]} أهل النار .


[3094]:و لما مدح الله سبحانه هؤلاء الأنبياء بهذه الصفات ترغيبا لغيرهم في الاقتداء بهم وسلوك طريقتهم ذكر أضدادهم تنفيرا للناس عن طريقتهم فقال: "فخلف" الآية/12 فتح.
[3095]:واختلفوا فيمن نزلت هذه الآية فقيل في اليهود وقيل في النصارى، وقيل في قوم من أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأتون في آخر الزمان وقال بالأولين السدي وقال بالثالث مجاهد ولفظه: هم من هذه الأمة يتراكبون في الطرق كما تراكب الأنعام لا يستحيون من الناس ولا يخافون من الله في السماء /13 فتح.
[3096]:قاله عبد الله بن مسعود، ونقل ابن جرير فيه حديثا لكن قال ابن كثير رفعه منكر وهو حديث غريب /12 منه وجيز.