بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا} (59)

{ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ } يعني : بقي بعد الأنبياء الذين ذكرناهم من أول السورة إلى هنا بقيات سوء ، وهم اليهود والنصارى . يقال : في الرداءة خَلْفٌ بإسكان اللام وفي الصلاح خَلَفَ بفتح اللام . ثم وصفهم فقال : { أضاعوا الصلاة } ، يعني : عن وقتها ، ويقال : تركوها ، ويقال : تركوا الصلاة فلم يؤدُّوها وجحدوا بها فكفروا ، { واتبعوا الشهوات } ؛ يعني : وشربوا الخمر ، ويقال : استحلوا الزنى ، ويقال : استحلوا نكاح الأخت من الأب . { فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيّاً } ، يعني : شراً ، ويقال : وادي في جهنم يسمى غَيّاً ، ويقال : مجازاة الغيّ كما قال الله عز وجل { والذين لاَ يَدْعُونَ مَعَ الله إلها ءَاخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النفس التى حَرَّمَ الله إِلاَّ بالحق وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذلك يَلْقَ أَثَاماً } [ الفرقان : 68 ] أي مجازاة الآثام .