جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَٱقۡتُلُوهُمۡ حَيۡثُ ثَقِفۡتُمُوهُمۡ وَأَخۡرِجُوهُم مِّنۡ حَيۡثُ أَخۡرَجُوكُمۡۚ وَٱلۡفِتۡنَةُ أَشَدُّ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۚ وَلَا تُقَٰتِلُوهُمۡ عِندَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِيهِۖ فَإِن قَٰتَلُوكُمۡ فَٱقۡتُلُوهُمۡۗ كَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (191)

{ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ } : وجدتموهم في حل أو حرم ، { وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ } ، أي : مكة ، فإن قريشا أخرجوا المسلمين منها ، والمسلمون أخرجوا المشركين يوم الفتح ، { وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ } ، أي : شركهم في الحرم وصدهم إياكم عنه أشد من قتلكم إياهم في الحرم ، وجزاء سيئة سيئة مثلها ، { وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } ، حرمة له ، { حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ {[329]} فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ } ، وابتدأو بالقتال عنده ، { فَاقْتُلُوهُمْ } : مكافأة ، { كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ } : يفعل بهم ما فعلوا ، قال بعضهم : آية " واقتلوهم حيث ثقفتموهم " منسوخة بهذه الآية ، وهذه منسوخة بآية السيف في براءة ، فهي ناسخة منسوخة ، والأكثر على أنها محكمة لا يجوز الابتداء بالقتال في الحرم {[330]} .


[329]:ولهذا أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد يوم الفتح بأن لا يقاتل إلا مع من يقاتله/12 وجيز
[330]:في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة: هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض، فهو حرام بحرمة الله تعالى إلى يوم القيامة، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار، فإن أحد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا: إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم"/12 منه