جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ وَلَيۡسَ ٱلۡبِرُّ بِأَن تَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِنۡ أَبۡوَٰبِهَاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ} (189)

{ يَسْأَلُونَكَ {[324]} عَنِ الأهِلَّةِ } ، سأل بعض الصحابة ما بال الهلال يبدو دقيقا ثم يزيد ثم ينقص ؟ فنزلت {[325]} ، { قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ } ، سألوا عن حكمة اختلاف حال القمر فأجاب بأن الحكمة الظاهرة أنه معالم {[326]} للناس يوقتون بها أمورهم سيما الحج ، { وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا } ، كانوا إذا أحرموا في الجاهلية أتوا البيت من ظهره ، أو الأنصار {[327]} إذا قدموا من سفر لم يدخلوا من قبل بابهم فنزلت ، { وَلَكِنَّ الْبِرَّ } : بر ، { مَنِ اتَّقَى } : المحارم ، { وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا } : واتركوا سنة الجاهلية ، { وَاتَّقُواْ اللّهَ } ، في تغيير أحكامه ، { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } : لكي تظفروا بالفلاح والهدى ، ووجه اتصال هذه الآية بما قبله أنه لما ذكر الحج ذكر أيضا شيئا من أفعالهم في الحج استطراداً ، وفيه تنبيه على أنهم يخترعون أشياء لا حكمة فيها ، ولا يسألون ولا يتفكرون فيها ويسألون عن شيء حكمته ظاهرة .


[324]:ولما بين أحكام شهر رمضان ولا يعلم الشهور إلا بالهلال والشمس والقمر آيتان من آيات الله، والله يبين آياته للناس تحركت العزم بالسؤال عن هذه الآية ما بين قوله: "يسألونك عن الأهلة" الآية/12
[325]:(*) خرجه ابن عساكر عن ابن عباس بسند ضعيف، كما في الدر المنثور للسيوطي (1/367)
[326]:مواقيت لصوم المسلمين وإفطارهم وعدة نسائهم ومحل دينهم/12 منه
[327]:الأول رواية البخاري عن البراء والثاني رواية أبي داود عنه/12 منه