جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ} (186)

{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ } ، أي : فقل اني قريب أطلع على جميع أحوالهم {[312]} ، قال أعرابي يا رسول الله : أقريب ربنا فنناجيه ، أم بعيد فنناديه فنزلت {[313]} ، وروي {[314]} أن بعض الصحابة قالوا : أين ربنا ، فنزلت ، وروى لما نزلت " ادعوني أستجب لكم " {[315]} قال الناس : لو نعلم أي ساعة ندعو ؟ فنزلت ، وروى أن اليهود قالوا : كيف يسمع الله الدعاء وأنت تزعم أن بيننا وبين السماء كذا وكذا سنة ؟ فنزلت ، { أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي } ، أي : فليجيبوا لي إذا دعوتهم للطاعة كما أجيبهم إذا دعوني إلى مهامهم ، { وَلْيُؤْمِنُواْ بِي } : أمر بالثبات والدوام ، { لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } ، راجين إصابة الرشد ، وهذه الآية المتخللة بين أحكام الصوم إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء في الصوم والفطر ، وروي : " ثلاثة لا ترد دعوتهم {[316]} ، الإمام العادل والصائم حتى أو حين – يفطر ، ودعوة المظلوم " .


[312]:رواه ابن أبي حاتم وابن جرير وابن مردويه/12
[313]:(*) أخرجه ابن جرير والبغوي في معجمه وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه من طريق الصلت بن حكيم بن معاوية بن حيدة عن أبيه عن جده. كما في الدر المنثور (1/352)
[314]:رواه ابن عبد الرزاق/12 منه [أي: عن الحسن مرسلا]
[315]:غافر: 60
[316]:في مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي والنسائي وابن ماجة/12 منه [وهو ضعيف كما في ضعيف ابن ماجة]