جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا تُلۡقُواْ بِأَيۡدِيكُمۡ إِلَى ٱلتَّهۡلُكَةِ وَأَحۡسِنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (195)

{ وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ } : في جهات الخير ، { وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } ، بعدم {[333]} الإنفاق فيها ، وصح عن ابن عباس وغيره أنهم قالوا : الآية في النفقة لا في القتال {[334]} ، أو تقديره لا تلقوا أنفسكم إلى التهلكة بالإسراف ، بحيث لا يبقى لكم شيء أصلا ، أو معناه : أنفقوا في الجهاد {[335]} ولا تلقوا أيديكم إلى التهلكة بترك القتال والإمساك عن الإنفاق في الجهاد ، والباء زائدة ، والمراد من الأيدي الأنفس ، أو تقديره ولا تلقوا بأيديكم أنفسكم إليها ، وعدى بإلى لتضمن معنى الانتهاء ، { وَأَحْسِنُوَاْ } : أعمالكم ، أو الظن بالله ، { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }


[333]:ودخل فيه عدم الإنفاق في الجهاد بطريق الأولى، فإنه رأس كل خير وذروة سنامه/12 منه
[334]:يعنى ليس معناه لا تلقوا أنفسكم إلى التهلكة بأن تواجهوا أو تحاربوا جمعا تظنون فيهم أنهم الأغلبون وروى الحاكم وصححه أنه قال رجل لبراء بن عازب: إن حملت على العدو وحدى فقتلوني أكنت ألقيت نفسي إلى التهلكة؟ قال: لا، إنما هو في ترك الجهاد، وكذا قال أبو أيوب وغيره/12 منه
[335]:الفرق بين المعنى الأول والثالث، أن سبيل الله عام في جميع جهات الخير، في الأول وخاص بالجهاد في الثالث، والحديث الذي رواه الترمذي والنسائي وصححه الحاكم عن أبي أيوب صريح في هذا المعنى/12 منه