جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنۡهَا مِن ثَمَرَةٖ رِّزۡقٗا قَالُواْ هَٰذَا ٱلَّذِي رُزِقۡنَا مِن قَبۡلُۖ وَأُتُواْ بِهِۦ مُتَشَٰبِهٗاۖ وَلَهُمۡ فِيهَآ أَزۡوَٰجٞ مُّطَهَّرَةٞۖ وَهُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (25)

{ وَبَشِّرِ } البشارة خير سار يظهر أثر السرور في البشرة {[46]} { الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ } : عملاً بلا رياء ، أو كل ما حسنه الشرع { أَنَّ لَهُمْ } : بأن لهم { جَنَّاتٍ } : دار الثواب وهي سبعة {[47]} { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } : تحت أشجارها وغرفها { الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا } مبتدأ من الجنات { مِن ثَمَرَةٍ } : بيان تقدم كرأيت منك أسداً {[48]} } : ليس لهم خوف فوات نعمة .

ولما قالت الجهلة : الله أجل من أن يضرب الأمثال بالصيب والمستوقد وبيت العنكبوت والذباب فنزلت {[49]} .


[46]:قيل الصحيح أ، كل خبر يغير البشرة من خير أو شر بشارة لكن أكثر استعماله في الخير وقد صرح بذلك سيبويه هذا في المنهية ورجح صاحب الوجيز هذا القول/12
[47]:جنة الفردوس وعدن ونعيم ودار الخلد ودار السلام وجنة المأوى وعليون/12 منه
[48]:كأنه انتزع منه الأسد لكماله في الشجاعة/12 [ويسمى في البلاغة بالتجريد]] {رِّزْقاً}: مرزوقاً {قَالُواْ هَـذَا}: مثل {الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ}: في الدنيا أو في الجنة، {وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً}: في الهيئة واللون دون المقدار والطعم فأين طعم فواكه الجنة من الدنيا؟! أو يشبه بعضها بعضاً من جميع الوجوه إذ طعم فواكه الجنة متقاربة عطف على قالوا مقررة للجملة، {وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ}: نساء وجوار مطهرة مما يستقذر ويذم منهن كالحيض ودنس الطبع، {وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [الخلود المكث الطويل المتناهي أو غير المتناهي وإطلاقه على المتناهي بطريق الحقيقة أو المجاز قولان/12 منه
[49]:وبين أن لا دخل لحقارة المثل في الممثل وذلك من ديدن الأدباء من العرب العرباء/12 وجيز