جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (29)

{ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم } : لأجل انتفاعكم { مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً } لكي تنتفعوا به وتعتبروا ، جميعاً حال من ما ، { ثُمَّ اسْتَوَى {[55]} إِلَى السَّمَاء } ، قصد وارتفع إليه فخلق السماء بعد خلق الأرض لكن دحوها متأخر هكذا ذكره ابن عباس وفيه إشكال سنذكره في سورة ( والنازعات ) والأولى أن ثم للتراخي الرتبي لا الزماني على أن فيه أيضا ما ستقف عليه ، { فَسَوَّاهُنَّ } : الضمير للسماء لأنه في معنى الجمع عدلهن مصونة عن العوج والفتور { سَبْعَ سَمَاوَاتٍ {[56]} } : بدل أو تفسير ، { وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } فإن بالعلم يصح الخلق ويحكم الفعل .


[55]:قال أبو العالية الريحاني: استوى إلى السماء أي: ارتفع، نقله البخاري عنه في صحيحه ورواه محمد بن جرير الطبري في تفسيره عن ربيع بن أنس، وقال البغوي: قال ابن عباس وأكثر مفسري القرآن: ارتفع إلى السماء وقال الخليل بن أحمد في ثم استوى إلى السماء: ارتفع رواه أبو عمر ابن عبد البر في شرح الموطإ له كل هذا نقله الذهبي في كتاب العلو له/12.
[56]:قد ثبت بالأحاديث الصحيحة أن ما بين كل سماء إلى سماء خمسمائة عام وأنها سبع سموات وأن الأرض سبع أرضين ولم يأت في التنزيل ولا في السنة المطهرة تصريح بأن فيهن من يعقل من العوالم والأوادم وأنبيائهم والآثار عن الصحابة ومن بعدهم إن جاءت بسند صحيح لا تصلح للاحتجاج على ذلك فكيف بما لم يصح سنده أو صح ولكن لم يتابع عليه أو توبع ولكن لم يساعده نص من الله ورسوله/12 فتح.