{ وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار } لما كان في الآية التي تقدمت النذير لمن شك في الذكر الحكيم وأنه كلام العزيز العليم جاء في هذه البشرى للمستيقنين على هدى الكتاب الكريم بأن لهم جنات النعيم ، يسكنون قصورها ويقطفون ثمارها ، والأنهار تجري حولها أوفي أصول أبنيتها وأشجارها . { كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل } وفي كل حين تقدم الثمرات عطاء لأهل الجنة يقولون : هذه الثمرات قد رزقنا منها قبل إما أن يكون المراد : لقد أوتينا نحوها في الدنيا أو : قدمت إلينا هذه الثمرات قبل قليل هنا في الجنات ؛ عن يحيى ابن أبي كثير : يؤتى أحدهم بالصحفة فيأكل منها ثم يؤتى بأخرى فيقول : هذا الذي أتيتنا به من قبل ، فيقول الملك : كل فاللون واحد والطعم مختلف يقول أبو جعفر : كلما رزق الذين آمنوا وعملوا الصالحات من ثمرات الجنة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل هذا في الدنيا . { وأتوا به متشابها } كله طيب خيار ، لا رذل فيه أو : متشابها في اللون والمنظر مع ثمر الدنيا مختلفا في الطعم والذوق ؛ - والغرض من تشابه ثمر الدنيا وثمر الآخرة أن الإنسان بالمؤلوف آنس ، وإلى المعهود أميل ، ولأنه إذا ظفر بشيء من جنس ما سلف له به عهد ورأى فيه مزية ظاهرة أفرط ابتهاجه وطال استعجابه ، وتبين كنه النعم فيه- . {[175]} { ولهم فيها أزواج مطهرة } للمؤمنين الذين استيقنوا بكل ما يجب التصديق به في الدنيا ، وعملوا الأعمال الصحيحة في الدين- حسبما شرع موحيه جل علاه- لهم في الجنات نعيم من جملة ما ينعمون به أزواج طهرهن{[176]} الله تعالى ؛ نقل عن مجاهد : لا يبلن ولا يتغوطن ، ولا يلدن ولا يحضن ، ولا يمنين ولا يبصقن . { وهم فيها خالدون } ، والسعداء الذين ينالون الجنة يمكثون فيها ويبقون وقد يراد بالخلود المكث الطويل ، لكن الذي في هذه الآية وأكثر ما جاء البقاء الأبدي ، لأنه المعنى الحقيقي للخلود ، وأما المكث الطويل فاستعمال مجازي فيه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.