جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (30)

{ وَإِذْ } : أي : واذكر إذ { قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ } : مطلق الملائكة أو ملائكة {[57]} الأرضين وهو تعداد نعمة ثالثة عامة {[58]} { إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً } : يعني آدم هو خليفة الله في أرضه ينفذ قضاء الله وأحكامه أو المراد من الخليفة البدل ، أي : من الجن والملائكة فإنهما كانا سكان الأرض حينئذ أو المراد قوم يخلف بعضهم بعضاً قرناً بعد قرن كقوله تعالى : ( وهو الذي جعلكم خلائف الأرض( {[59]} { قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء } كما فعله {[60]} الجن قبلهم وهو تعجب واستكشاف {[61]} عما خفي عليهم من الحكمة ، { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ } نبعدك {[62]} عن السوء ، { بِحَمْدِكَ } : متلبسين به ، { وَنُقَدِّسُ } : نطهر نفوسنا عن المعاصي ، { لَكَ } : لأجلك أو نقدسك عما أضاف إليك الفكرة فاللام زائدة ، { قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } : من المصلحة أو بأن أجعل فيهم الأنبياء والصديقين والشهداء أو أعلم أن فيكم من يعصيني وهو إبليس .


[57]:هذا مذهب ابن عباس وبعض آخر/12 منه
[58]:فإن الأولى بينت بقوله: "كنتم أمواتا"، والثانية بقوله: "خلق لكم ما في الأرض جميعا"/12 منه
[59]:الأنعام: 165
[60]:قاسوا حال الإنس على حال الجن، وعن كثير من السلف أنه تعالى قال للملائكة: إني جاعل في الأرض خليفة له ذرية يفسدون ويتحاسدون ويقتل بعضهم بعضا/12 وجيز
[61]:لا اعتراض على الله/12
[62]:قال الحسن: نقول سبحان الله وبحمده وهو صلاة الخلق وصلاة البهائم وغيرهما سوى الآدميين وعليها يرزقون/12 معالم