تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنۡهَا مِن ثَمَرَةٖ رِّزۡقٗا قَالُواْ هَٰذَا ٱلَّذِي رُزِقۡنَا مِن قَبۡلُۖ وَأُتُواْ بِهِۦ مُتَشَٰبِهٗاۖ وَلَهُمۡ فِيهَآ أَزۡوَٰجٞ مُّطَهَّرَةٞۖ وَهُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (25)

{ وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار } قال محمد : يعني بساتين تجري من تحتها [ الأنهار ؛ ذلك إلى شجرها ] لا إلى أرضها .

يحيى : قال : وبلغني عن أبان بن أبي عياش ، عن أنس بن مالك ، أنه قال : أنها الجنة تجري [ في غير أخدود ] الماء واللبن والعسل والخمر وهو أيسر عليه ، فطينة النهر مسلك أذفر ، ورضراضه الدر والياقوت ، وحافاته قباب اللؤلؤ{[22]} .

{ كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل } أي في الدنيا يعرفونه بأسمائه ، في تفسير قتادة{[23]} { وأتوا به متشابها } قال الكلبي : يعني متشابها في المنظر مختلفا في المطعم{[24]} { ولهم فيها أزواج مطهرة } من الإثم والأذى ، في تفسير الحسن .

قال محمد : أهل الحجاز يقولون للمرأة : هي زوج الرجل ، وبنو تميم يقولون : زوجة الرجل{[25]} .

يحيى : عن خالد ، عن الحسن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في نساء أهل الجنة : " يدخلنها عربا أترابا ، لا يحضن ، ولا يلدن ، ولا يمتخطن ، ولا يقضين حاجة{[26]} " .


[22]:أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (2/167، ح 316) حلية الأولياء (6/205).
[23]:أخرجه الطبري في تفسيره (1/206، ح 513).
[24]:وهو قول ابن عباس، ومجاهد، والحسن، وغيرهم. انظر: تفسير الطبري (1/209، ح523 – 529) تفسير القرطبي (1/206).
[25]:وحكاه الفراء: وأنشد للفرزدق: وإن الذي يسعى ليفسد زوجتي *** كساع إلى أسد الشرى يستبيلها انظر: تفسير القرطبي (1/206).
[26]:عن مجاهد موقوفا بلفظ: "لا يبلن، ولا يتغوطن، ولا يحضن، ولا يلدن، ولا يمنين، ولا يبزقن" أخرجه الطبري في تفسيره (1/176).